لا يجوز للإنسان أن يتصدَّر لإقراء الناس وتعليمهم إلا إذا كان لديه علم |
الشيخ محمد بن عمر بازمول |
أحسن الله إليكم، يقول السائل: يوجد أخ يقرأ على العوام بعض الأمور يعني من عنده، فهل من توجيه لهذا الأخ؟ | :السؤال |
توجيهي لهذا الأخ في النقاط التالية: النقطة الأولى: أوصيه بأن لا يرقي الناس بكلام لا يعرفوا معناه أو بكلام فيه شرك، فقد جاء في صحيح مسلم (2200) عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ فَقَالَ: «اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ» الوصية الثانية: أن يتجنب الوقوع في الحرام، فإن بعض الناس في الرقية يضع يده على النساء أو يلمسهن أو يقترب منهن، فهذا من تلبيس الشيطان عليهم، والواجب على هذا الراقي أن يتقي الله وأن لا يقع في الحرام بسبب هذه الرقى، فلا يلمس النساء ولا يقترب منهن ولا يفعل من الأمور ما لا يجوز شرعا. الوصية الثالثة: أن يتقي الله في الناس، فلا يفتح باب شر هذه الرقى، ما جرَّبه من الرقى ونفع فعله وما جربه ولم ينفع تركه. رابعا: أن يحرص على تعليق الناس بالله -عَزَّ وَجَلَّ-، فإن بعض الناس قد يبلغ اعتقاده بالرقية وبالراقي إلى حد لا يجوز شرعا، فعليه أن يعلم الناس أن الذي يشفيهم وان الذي يعافيهم هو الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ- وما الرقية إلا سبب، نعم. السائل يقصد يقرأ يعني يعلم الناس؛ لكن يعلمهم أمورا من عنده. يقرأ من رأسه يعني من عنده ليس من الكتب. أما إذا كان يقرأ على سبيل تعليم الناس فلا يجوز للإنسان أن يتصدَّر لإقراء الناس وتعليمهم إلا إذا كان لديه علم، لأنه بتعريضه نفسه للتعليم سيأتيه من يسأله ويستفتيه فيقع في الفتوى وفي الكلام على الله -عَزَّ وَجَلَّ- بغير علم وهذا من الظلم الكبير الذي يوقع الإنسان فيه نفسه، والله -عَزَّ وَجَلَّ- يقول: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ﴾[النحل:117]، ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ﴾[الأنعام:20]. فهذا محل خطر شديد، فلا يجوز للإنسان أن يتصدر إلا إذا كان لديه علم ومعرفة -والله المستعان-. المصدر : محاضرة " الثبات في زمن الفتن " | :الجواب |